الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

تجربة السجن في شعر أبي فراس الحمداني والمعتمد بن عباد

تقوم هذه الدراسة على التعرف إلى أصداء محنة السجن، في أشعار علمين من أعلام الشعر العربي، وهما: أبو فراس الحمداني، والمعتمد بن عباد. وقد بدئت الدراسة بتمهيد تاريخي تم، من خلاله، تتبع أصل كل شاعر منهما؛ فينتهي نسب أبي فراس الحمداني إلى قبيلة تغلب العربية، أما المعتمد، فينتهي نسبه إلى قبيلة لخم العربية، كذلك. وقد نشأت كل من الأسرة الحمدانية، والأسرة العبادية؛ نتيجة لظروف سياسية واجتماعية معينة؛ فقد ظهرت الأسرة الحمدانية في مرحلة ضعف الدولة العباسية، أما الأسرة العبادية، فقد نشأت، في فترة طموس معالم الخلافة في الأندلس.

وفي جانب شعر السجن، نجد أن السجن قد أثر في كل من هذين الشاعرين على نحو ملحوظ؛ فظهرت موضوعات تناسب المحنة، وتعبر عن عمق المعاناة، من جهة؛ وتبين أثر السجن في تميز كل شاعر منهما، على مستوى الموضوعات، وعلى المستوى الفني؛ من جهة أخرى.

ولما كانت التجربة الاعتقالية لكل شاعر منهما مختلفة؛ اختلفت، تبعاً لذلك، أصداء السجن في أشعارهما. ومما تجدر ملاحظته أن الشاعرين اتفقا، في شعر السجن، بقدر اتفاقهما في التجربة. ومما لا شك فيه أن جوانب الافتراق بين الشاعرين كانت أوضح وأظهر من جوانب الاتفاق. وقد ظهر الحزن والأسى، بل واليأس من الفرج، في شعر المعتمد بن عباد على نحو واضح. أما أبو فراس، فقد كان يتناول موضوعاته تحت تأثير عاطفتي؛ الثورة، والحزن.

ومن نتيجة الافتراق العاطفي، هذا، قد يظن بعض القراء أن المعتمد كان أصدق من أبي فراس في تناول موضوعاته، وفي التعبير عن معاناته. والصواب أن كلاً من الشاعرين كان صادقاً؛ لأنهما عبرا عما يجيش بنفسيهما من عواطف.

وقد دفع تيار العاطفة الجارف كلا الشاعرين، إلى نظم أشعار مثقلة بالدلالات، وغنية بمظاهر التصوير الفني، عبر لغة شاعرية مؤثرة؛ فكان للصور الفنية بأنواعها، وللموسيقا الشعرية؛ حضورٌ بارز، كان سبباً في تأثير أشعارهما في النفوس على مر العصور.

واستكمالاً للموضوع، تم رصد الألفاظ اللغوية، التي استخدمها كل منهما، ضمن معجم لغوي، استند إلى قصائد مختارة، تعبر عن شعر السجن، وتمثل موضوعاته.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق