الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

سميح القاسم دراسة نقدية في قصائده المحذوفة

الملخص

تناولت هذه الدراسة ظاهرة الحذف في أشعار سميح القاسم، فقد برزت هذه الظاهرة بشكل جلي وواضح في شعر القاسم حين أقدم على حذف بعض قصائده أو مقاطع منها، كما لجأ إلى تغيير بعض العناوين واستبدالها لأنها لم تعد تمثل شيئاً له.

وقد تعرض الباحث لبعض مظاهر الحذف في شعر غير شاعر من شعراء المقاومة، ثم أبرز إلى حد ما عوامل الحذف في الشعر الفلسطيني المعاصر، وقد وقفت عوامل مختلفة وراء هذه الظاهرة ومن أبرزها الاحتلال الذي أقدم على حذف جزء من القصائد لأنه رأى فيه ما يمس مصالحه السياسية وأمنه، كما حذف الشعراء بعض أشعارهم وغيروا بعض المقاطع أو الكلمات وحذفوا المقدمات التي كانت تمثل مواقفهم السياسية والأدبية في السابق وتخلّوا عنها حين تغيرت هذه المواقف وتبدلت معها أفكارهم.

وقد أشارت الدراسة إلى التغيرات التي طرأت على سميح القاسم من حيث موقفه من الشعر ودوره الاجتماعي، إذ كان الشعر في السابق سلاحاً يشهره في المعركة الوطنية والاجتماعية التي تعرضت في رأي الشاعر للتصدع والتراجع، الأمر الذي انعكس على الشاعر وعلى رؤيته الشعرية، إذ برزت بعض المظاهر الجديدة في شعره، وقد تمثلت هذه المظاهر بالنزوع إلى الذاتية والغموض.

فقد كانت ذاتية الشاعر في الماضي تبرز من خلال تفاعله الخلاق مع قضية الجماهير العربية الفلسطينية وكفاحها المشروع ضد الاحتلال الصهيوني ومؤسساته، ولكنها أصبحت ذاتية محضة بعيدة عما كانت عليه في الماضي حيث أخذ الشاعر يركز على بعض المضامين التي تشي بفرديته وذاتيته التي يلفها الغموض الذي وقف القاسم موقفاً معارضاً له في الماضي.

وقد عرض الباحث في هذه الدراسة مضامين القصائد المحذوفة، وهي مضامين وطنية وقومية وفكرية فرضتها المرحلة السابقة على الشاعر الذي رأى في شعره سلاحاً يقاوم به المحتلين، فقد كانت النكبة الفلسطينية وما رافقها من الآلام والمآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني باعثاً حقيقياً لإبداعات القاسم وقصائده، ومن هنا فإن معظم القصائد المحذوفة تدور حول المضامين التي تخدم قضية شعبه ووطنه، كما أن هناك بعض المضامين الغزلية التي انطلق فيها الشاعر في بداياته الشعرية للتعبير عن مشاعره الذاتية فضلاً عن وجود بعض القصائد التي كتبها القاسم معبراً عن نضالات الشعوب الأميريكية اللاتينية والإفريقية التي تلتقي مع أبناء شعبه في نضالاتهم ضد الاحتلال، فقد كان القاسم يؤمن بالفكر الماركسي الذي يوحد جهود الشعوب المختلفة ويرى فيها جبهة واحدة ضد الاحتلال وقوى الاستعمار العالمي.

وقد تناول الباحث القضايا الجمالية الشكلية في القصائد المحذوفة، فدرس شكلها الفني الكلاسيكي، حيث أن معظم القصائد المحذوفة تميزت بشكلها التقليدي الذي اتبع فيه القاسم التقاليد الفنية للقصيدة العربية القديمة، كما درس أوزانها وإيقاعها والوسائل التعبيرية التي استخدمها القاسم كالمباشرة، والتعبير بالصورة الفنية.

وقد تناول الباحث أيضاً بعض القضايا والظواهر الفنية والموضوعية مثل التكرار الذي تراوح بين تكرار اللفظ وتكرار العبارة الشعرية أو البيت الشعري، وأسهم إلى حد بعيد في إضفاء دلالات جديدة على العلاقة الجدلية بين الشاعر وواقعه وموقفه من شعره.

كما تناول أيضاً استلهام القاسم للتراث العربي والإنساني التاريخي والأدبي والديني والاسطوري، إذ مثل ذلك تواصلاً مع التراث وتواشجاً بين الواقع الراهن والماضي في بناء قصيدة سميح القاسم.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق